يعاني الكثير من فترة إلى أخرى من نوبة اكتئاب أو على الأقل تقلبات في المزاج لما تفرضه الحياة علينا من ضغوط وتحديات.
يعد الاضطراب ثنائي القطب أحد الأمراض العقلية الخطيرة وقد يكون الأشد خطورة، كما يعد الاضطراب ثنائي القطب سادس مسبب للإعاقة على مستوى العالم.
يعاني حوالي 60 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب ثنائي القطب، فيمثل الاضطراب ثنائي القطب 1-3% من التعداد العام للسكان أي شخص من بين 100 شخص.
أدرجت منظمة الصحة العالمية الاضطراب ثنائي القطب كأكثر الأمراض النفسية المؤثرة علي أداء و حياة الإنسان مع التزايد في أعداد المصابين.
تعريف الاضطراب ثنائي القطب
يسمى الاضطراب ثنائي القطب بالهوس الاكتئابي وهو اضطراب مزاجي حاد بيولوجي مزمن، في أغلب الحالات يصعب الشفاء منه ولكن يمكن السيطرة على تقلباته.
يسمى ثنائي القطب لأنه يتمثل فيه قطبين الاكتئاب وعكسه في ذات الوقت.
ينتج الاضطراب ثنائي القطب عن خلل في الموصلات الكيميائية في المخ.
يشعر مريض الاضطراب ثنائي القطب أو الهوس الاكتئابي بحالات اكتئاب شديدة ثم بعد ذلك يمر بحالات غير مبررة من الابتهاج والسعادة المرضية.
مستويات الاضطراب ثنائي القطب
ينقسم هذا الاضطراب إلى ثلاث مستويات وهما:
اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
- أن تكون أُصبت بنوبة هوس واحدة على الأقل.
- قد تسبقها أو تليها نوبات الهوس الخفيف أو نوبات اكتئاب عظمى.
اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني
- أن تكون قد أصبت بنوبة اكتئاب عظمى واحدة على الأقل.
- نوبة هوس خفيف واحدة على الأقل ولكنك لم تصب مطلقا بنوبة هوس عظمي.
اضطراب دوروية المزاج
- أن تكون قد عانيت نوبات عديدة من أعراض الهوس الخفيف على مدار عامين على الأقل أو عام واحد عند الأطفال والمراهقين، أو نوبات من أعراض الاكتئاب (إلا أنه يكون أقل شدة من الاكتئاب الشديد)
عادة ما يعاني الناس من نوبات الهوس والاكتئاب كلاهما ألا أن البعض يعانى من نوبات الهوس فقط .
عاني العديد من المشاهير من الاضطراب ثنائي القطب مثل كاثرين زيتا جونز والفنان فان جوخ والفيلسوف الألماني نيتشة و القائد الفرنسي نابليون بونابرت .
أسباب الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب
- يحدث هذا الاضطراب عادة نتيجة اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ و الذي يلعب دور رئيسي في المرض منذ بدايته .
- العوامل الوراثية أو تشخيص أحد أفراد العائلة بالاضطراب وهو يمثل 98% من المصابين.
- حدوث بعض الاختلالات الأسرية عند الطفولة .
- اختلالات هرمونية .
- الظروف البيئية مثل الصدمات والإجهاد .
- تعاطي المخدرات والكحول .
- تناول العديد من السكريات والتي تسبب سعادة مفرطة لوقت قصير ثم هبوط في المزاج.
- تغيرات الحياة الرئيسية .
أعراض الاضطراب ثنائي القطب
عادة ما يكون مصابي الاضطراب الأشخاص المبدعين والعلماء والفنانين.
عرف عن غالبية المصابين أنهم على وعي شديد ومستوى ثقافي عالي وقوة ملاحظة بالإضافة إلى عنادهم في حل المشاكل.
كما يعتبرون أنفسهم يستحقون القيادة والطاعة نسبة لخبراتهم.
نوبات الهوس تتمثل في:
- الفرحة غير المنطقية تصل حد المرض.
- الإحساس بالذكاء غير العادي.
- اضطراب النوم أو نقص الاحتياج للنوم.
- الإحساس بامتلاء الذات والعظمة والتي تكمن في عدم الحاجة لأحد أو الإحساس بأنه محور الكون وأهم من وجد به ويمكنها أن تصل حد الهلوسة وسماع الأصوات.
- تشتت الانتباه إلى حد كبير تصل لتضارب الأفكار وكثرتها.
- الكلام السريع غير المترابط.
- زيادة المخاطرة والتهور والتحفز الدائم.
نوبة الاكتئاب والتي تتمثل في:
- مزاج اكتئابي وحزن مستمر.
- فقدان الاهتمام والشغف بالأشياء.
- نشاط حركي متقلب وضعيف.
- اضطراب الشهية وفقدانها على الأغلب.
- عدم القابلية على الاستمتاع بالأشياء.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات البسيطة.
- فقدان القابلية على فعل الأشياء.
- توتر عصبي أكثر من الحد الطبيعي.
- الإحساس بالذنب والإحساس بعدم قيمة الذات.
- كثرة البكاء أو الشعور بالرغبة بالبكاء وعدم القدرة على ذلك.
- عدم القدرة على البدء بالأعمال أو إنهائها.
- الانسحاب من التجمعات ودائرة الأهل والأصحاب أو المشاركة الاجتماعية على وجه العموم.
- الإمساك.
- فقدان الرغبة بالحياة تصل في بعض الأحيان إلى الانتحار.
الجدير بالذكر أنه يجب أن تحدث نوبة اكتئاب واحدة على الأقل واحتوائها على ثلاثة أعراض مختلفة.
من الممكن أن تكون هذه الأعراض شديدة لدرجة تصل إلى:
فقدان الاتصال بالواقع والتفكير في أفكار غريبة.
يفقد القدرة على الحكم المنطقي العقلاني.
يتصرف بطريقة مخجلة ومؤذية.
في بعض الأحيان يقوم بتصرفات خطيرة ومتهورة.
يحدث صعوبة أو استحالة للعيش بصورة طبيعية.
سبل وطرق علاج الاضطراب ثنائي القطب
يوجد العديد من العلاجات الفعالة للاضطراب ثنائي القطب التي تختلف علي حسب الحالة والظروف ومنها:
- التقييم النفسي الصحيح والذي يتمثل في مساعدة الأشخاص على تحديد أنماط معينة في التفكير.
- الأدوية والتي تحتوي على ضوابط للتقلبات المزاجية ولكن يجب أن تأتي تحت إشراف طبيب.
- اتباع نمط حياة صحي خالي من التهور.
- التخلص من السلوك غير الصحي.
- زيادة التعرف والقراءة عن الاضطراب ثنائي القطب للتعامل معه بطريقة صحيحة (التثقيف النفسي).
- إيقاف بعض الأكلات الغذائية التي تساهم في تقلبات المزاج كالسكريات بأنواعها والقهوة.
- التركيز على الكربوهيدرات المعقدة التي تحتوي على ألياف كالخبز وعلى الرغم من ذلك لا توجد حمية غذائية معينة.
- محاولة العودة للتعليم والعمل وعودة الحياة بشكل عام.
- المساعدة على عودة الحياة الأسرية والأجتماعية مرة اخرى.
- في بعض الحالات يتم اللجوء إلى الصدمات الكهربائية والتحفيز الكهرومغناطيسي.
تعليق واحد